Tuesday, January 10, 2012

المبحث السابع: مقارنة بين مفهومي المنهج قديماً وحديثاً، وأثر ذلك على عناصر العمليّة التعليميّة التعلّمية.  

    بعد أن بيّنا كلاً من مفهومي المنهج قديماً وحديثاً، وعرضنا تعريفنا، لا بدّ أن نعقد مقارنة نظهر فيها أثر تغير مفهوم المنهج على عناصر العمليّة التعليميّة التعلميّة.
 وسننظم لذلك جدولاً نثبت فيه صورة كلٍّ من هذه العناصر في المفهوم القديم للمنهج وفي مفهومه الجديد، مركزين على عناصر المنهج الأربعة: الأهداف، المحتوى والمضامين، والطرائق والأساليب، والتقويم.ولأنّ المعلم هو الذي سيباشر نطبيق المنهج، فلا بدّ أن نقف على صورتهن وأهم صفاته بناءً على مفهومي المنهج. وكذلك المتعلّم وعلاقته بكل من المواد الدراسية والمعلّم...إلخ.


عناصر العملية التعليمية التعلمية

صورتها في المنهج القديم
صورتها في المنهج الحديث
الأهداف
- عامة، مقتضبة،عبارة عن عناوين لموضوعات التدريس او لمهارة محددة. ففي أهداف القراءة للصف الرابع أساسي تقرأ مثلاً:
تهدف دروس القراءة إلى القراءة المعبرة وفهم الأفكار الواردة في النص.([1])





- كانت تقتصر إلى حد كبير على الأهداف المعرفية وخاصة تلك التي يراد من المتعلِّم ان يحفظها.
لم تُعنَ بتنمية طرائق التفكير.
لم تلحظ مبدأ التّعلّم الذاتي.


- مفصلة، متنوعة شاملة المعارف والقدرات والمهارات والمواقف.    - ترتبط بحاجة المتعلِّم وميوله. فنقرأ مثلاً:
يهدف تعليم القراءة في هذه السنة إلى محاكاة قراءة المعلِّم النموذجية والربط بين الكلمات في جمل موسعة وإجادة النطق وفق ما تتصل به علامات الوقف وما يقتضيه التنغيم واكتساب السرعة في التقاط العناوين والإعلانات وسائر المكتوبات في محيط المتعلِّم.([2])
- اشتملت على جميع انواع الأهداف السلوكية، من العقلية المعرفية إلى النفسية الوجدانية، إلى الحركية العضوية.
- اهتمّت بمختلف طرائق التفكير ومناهجه.
- ربطت ما بين التعلّم وحاجة السّوق.



























عناصر العمليّة التعليمية التعلمية
صورتها في المنهج القديم
صورتها في المنهج الحديث
المضامين
- اعتمدت على المجال النظري دون العملي.
- لم ترتبط بحاجة المتعلّم، ولم تراع الواقع الاجتماعي وما يستدعي من تغيرات فيه.
- مواد التدريس، تشكّل أهم مصدر من مصادر المعرفة.

- كانت ترد مع الأهداف في فقرة واحدة، تصف النصوص: قصيرة _ مضبوطة بالشكل التام _ مقسمة إلى فقرات _ وصفية _ قصصية _ رسائل . ثم يُذكر عددٌ من الموضوعات اتي تتحدث عنها النصوص مثل : عيد الاستقلال، عيد الشهداء، الصداقة، المحبة، التعاون .


- موضوعات مواد التدريس مطوّلة ومتداخلة، تفتقر إلى الجانب التّخصّصي.من جهة ولا تتقاطع المواد مع بعضها من جهة أخرى.



- مواد التدريس اختيرت من وجهة نظر المدرّس وبقي المتعلّم خارجها.
- نشاطات مواد التدريس لا تؤمّن متطلبات التّعلّم الذاتي،  ولا إجراءات العمل البحثي  الفردي أو الجماعي .

- اهتمّت بالتربية الاجتماعية والعمل الجماعي.
- عزّزت مبدأ التّعلّم الذاتي.


- مصادر المعرفة كثيرة ومتنوّعة والمهم تنمية مهارة المتعلّم في تحصيلها.
- لم يُعد يُكتفى بوصف النصوص وتعداد المحاور أو الموضوعات التي تكون ميداناً عملياً للعمل على الأهداف المحددة. بل صارت تتبع بكلام مطول عن الوسائل والأساليب والنشاطات التي تعتمد داخل الصف وخارجه، فردياً أو في مجموعات، من مثل: إلقاء مقطوعة بمرافقة الموسيقى، تحويل النص إلى مشهد مسرحي.
- إلى جانب بروز المواد التّخصّصية أمّن المنهج الحديث تقاطعا" بين موضوعات بعض المواد.





- المتعلّم باهتماماته وميوله، حاضر في موضوعات مواد التدريس.
- تؤمن مواد التدريس إجراءات العمل البحثي وأجواء العمل الذاتي والجماعي .

الخبرات التعلُّمية وما يتصل بها من طرائق وأساليب ووسائل.

- تحتل الطريقة الإلقائية أوسع مساحة من حصة التدريس.
- يُكتفى بالوسائل الموجودة داخل الصف أو في المدرسة .

- تركز الخبرات بشكل أساسي على: ما هو؟ ولماذا ؟

- كانت الخبرات التعلُّمية تعني في بعض صورها ما يسمى : الفرض ، أو الواجب، أو المسائل والأعمال. (3)
- تتعدّد الطرائق بما يتناسب مع الموضوع والموقف.
- البيئة المحيطة، الماديّة والاجتماعيّة والثقافيّة توظف بفاعليّة(1).
- تتجاوز الخبرات ما هو؟ ولماذا؟ إلى: ما يمكن أن يكون،وكيف نصل إليه ؟(2)
- صارت تعني: النشاطات التعلُّمية ورشة عمل، أو مشروعات، وبحوث، وتطبيقات عمليّة. (3)



      ______________________
(1) الملحم، إسماعيل؛ تنشيط قدرات الطفل على التعلّم: ص: 23.
(2) جونز، بيه فلاي؛ وآخرون، ترجمة: عمر حسن الشيخ: التعليم والتعلّم الاستراتيجيان: من تصدير الكتاب.
(3) سعادة، جودت أحمد؛ وإبراهيم: عبد الله محمد؛ المنهج المدرسي في القرن الحادي والعشرين: ص:  360 وما بعدها.
عناصر العمليّة التعليمية التعلمية
صورتها في المنهج القديم
صورتها في المنهج الحديث
الخبرات التعلُّمية وما يتصل بها من طرائق وأساليب ووسائل.

- كانت الوسائل تؤمَّن من قبل المدرسة أو المدرّس. وتسمى وسائط أو وسائل مُعِينة، أي تُعين المدرس في الموقف التعليمي لإيصال مفهوم ما إلى المتعلمين.
- لم تلتزم المناهج القديمة في طرائقها مبادىء التعليم الإبداعي .

- صار المتعلمون يشاركون في تأمين الوسائل على اعتبار أنّها نشاطات تعلُّميّة. فما يحصِّله المتعلم من المشاركة في إعداد الوسائل قد يكون أهم من المفهوم الذي تُعَدّ الوسائل لتدريسه.
- وظفت المناهج الحديثة الكثير من معطيات البحوث العلميّة  وَنتائجها واعتمدت مبادىء التعليم الابداعي.([3])
التقويم
- كان التقويم يقتصر على قياس المعلومات المختزنة.



- لم يكن يُعتمد فيه على نظام واضح.
- كان عامّاً شاملاً لا يراعي المسار التعلُّمي الخاص بكل تلميذ.

- تجاوز قياس كمية المعلومات والمعارف إلى تقويم قدرة المتعلم على تطبيقها،وخاصة في مجالات التحليل والاستنتاج والتفكير الإبداعي ...
- صار يخضع لنظام واضح ومعايير محدّدة .
- صار جزءاً من العملّية التعليميّة التعلُّميّة ويهدف فيما يهدف إلى تشخيص صعوبات المتعلِّمين ومعالجتها. (2)



عناصر العمليّة التعليمية التعلمية
صورتها في المنهج القديم
صورتها في المنهج الحديث
التقويم
- كان التقويم قائماً على الأهداف وتحديد موقع المتعلّم منها، أو قياس ما حصَّل منها.


- كان يعتمد على العلامة، ويهدف إلى إصدار حكم بالنجاح أو الرسوب...


- كان متقطعاً وله محطات زمنيّة خاصة، كالتقويم الشهري أو النصفي أو الختامي.



- صار يهتم بشكل أساسي بتقويم المتعلّم بناءً على قدراته، ويلحظ تطورها معتمداً على المِحَكَّات بدلاً من معدلات الأداء المرتبط بهدف محدد.([4])
- صار يعتمد على العديد من الوسائل والأدوات التي نتمكن بها من جمع الأدلة والإثباتات، والمؤشرات المتعلقة بسلوك المتعلم.([5])
- صار ملازماً لكل نشاط مدرسي، ويراعي مفهوم استمرار التعلّم وانتقال أثره بشكل مستمر  حتى بات يعرف بالتقويم التكويني المستمر. ([6])






عناصر العمليّة التعليمية التعلمية
صورتها في المنهج القديم
صورتها في المنهج الحديث
المعلّم
- المعلِّم أهم مصادر المعلومات والمعارف ويمارس سلطة المعرفة .




- كانت مهمته تنحصر في استيعاب محتوى المواد الدراسية، ونقلها للمتعلم.مما يؤدي إلى انطواء المتعلّم داخل صفحات المقررات ولا ينطلق إلى عالم الابتكار بأبعاده كلِّها .
- المعلم في إطار محتوى المناهج يشعر بالأمان .



- يعتمد الطرائق الإلقائية بشكل أساسي، ويكتفي بأبسط أنواع التقويم .

- المعلم مساوٍ لأي مرجع أو مصدر أو وثيقة مرئية، أو مسموعة أو مكتوبة. وهو بحاجة إلى المعلومات والخبرات والبعد الثقافي والمعرفي ويوزِّع السلطة على المتعلِّمين وخاصة في العمل الفريقي.
- صار موجِّهاً وضابطاً ومشجِّعاً على التعلّم الذاتي. يركز عل بناء المهارات، ويدفع متعلِّميه إلى آفاق معرفيّة غير محدودة.


- تقلقه الموجات المعرفية المتلاحقة ويسعى دائماً للتكيف معها(1). ومطالب بالتجدد المستمر وبتطوير قدراته على الفهم والنقد والابتكار.
- يلم بمختلف طرائق التدريس ويتوسع في استخدام أنواع التقويم.

(1) الحداد، الياس؛ توجهات عامّة في طرائق التدريس بحث من مقرر: المادة التدريبية اختصاص لغة عربية  من إصدارات المركز التربوي للبحوث والإنماء ص :43.      
                        

عناصر العمليّة التعليمية التعلمية
صورتها في المنهج القديم
صورتها في المنهج الحديث
المتعلّم

- متلقٍ، وغيرُ مشارك في العمليّة التعليميَّة التعلميّة.

- ميوله واهتماماته ورغباته غير حاضرة سواء في الأهداف أو في المحتوى والمضامين أو في الطرائق والأساليب.


- غير متفاعل مع محيطه في مجمل النشاطات الإنسانية. (1)

- مشارك ومتفاعل، يستقبل ويرسل، يراقب تطور قدراته ويوظف معارفه.
- ينطلق المنهج من فهم عميق لاهتمامات الطفل وميوله ورغباته . والطرائق والوسائل تراعي قدراته في مراحل نموه.


- يرتبط ما يتعلمه بحياته خاصة ومحيطه عامة.












____________________
(1)      فريدمان، ي.ن؛ ويوغولاغيتا، ي؛ دليل المعلم إلى التربية وعلم النفس، ترجمة:أحمد الخنسا: ص: 293.


(1) راجع في هذا المجال مرسوم رقم(2151) تاريخ 4/8/1971 تحديد مناهج التعليم  في المرحلة الابتدائية ص: 25 وما  بعدها.
(2) راجع في هذا الشأن الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية،139 ملحق العدد 28 الخميس17/6/1999 ص: 15 وما بعدها . 
(1) الملحم، إسماعيل؛ تنشيط قدرات الطفل على التعلّم: ص: 117.
(2) أسس" التقييم" ومبادئه، من منشورات المركز التربوي للبحوث والانماء ص : 8 .
(1) جونز، بيه فلاي؛ التعليم والتعلّم الاستراتيجيان: ص: 192.  
(2) نشواتي ، عبد المجيد؛ علم النفس التربوي: ص: 610 وما بعدها.                                   
(3) درويش، فاطمة؛ نظام " التقييم " مبحث من إصدار للمركز التربوي للبحوث والإنماء، تحت عنوان: المادة التدريبية اختصاص لغة عربية: ص: 65.

No comments:

Post a Comment