Monday, January 9, 2012






Description: 514,Description: 080 


   المبحث الأول: أسباب تشوه بعض المفاهيم الإسلامية
  هناك من يرى أن كثيراً من المفاهيم الإسلامية اختلطت بآراء المسلمين وخبراتهم، واعتراها نوع من عدم اليقين أو من الغموض في تفكير المسلمين المعاصرين. وأن مفهوم التربية في الإسلام أحد أهم المفاهيم التي تضافرت عليها التشوهات والالتباسات بشكل كثيف، حتى باتت مفاهيم الإسلام في التربية مشوهة لدى مفكري المسلمين بعامة، ولدى التربويين بخاصة. ويرى كذلك أن التربويين المسلمين في القرنين الثاني والثالث للهجرة، والذين لحقوا بهم من بعدهم، يعود إليهم السبب الرئيس في هذا التشوه في مفهوم التربية الإسلامية، ذلك أنهم لم يتصوروا فرط عقد النظام الإسلامي، وأن ترك العمل به في جميع متطلبات الحياة يمكن أن يقع. فثقتهم بهذا الدين كانت تمنعهم من توقع انحرافات في فهم المسلمين وفي قدرتهم على تكوين المفاهيم الإسلامية الجديدة.
من أسباب تشوه بعض المفاهيم الإسلامية:
     ويرى هؤلاء أن هذه الشوائب والانحرافات في المفاهيم الإسلامية بدأت عندما اعتنقت أمم مختلفة الإسلام من مثل الفارسية والهندية وأَتباع الرسالات السماوية السابقة، كالنصرانية واليهودية. فتمثلت هذه الشوائب والانحرافات بثلاثة اتجاهات هي([1]):
أ- الصوفية : وهي طرق غير إسلامية في التفكير والسلوك والحياة، وقد حملت أفكار اللاهوت المسيحي واليهودي، وترهات الفلاسفة اليونانيين وزرعتها في التربة الإسلامية. وقد شكلت هذه الطرقُ- بأحوال الدراويش، ومراتب الأقطاب، وحلقات المريدين- نظام حياة لأتباعها، لا يمكن وصفه أنه نظام إسلامي. كما تبنت مصطلحات ومفاهيم في التربية، التزم بها أتباعها نجد فيها تناقضاً كبيراً مع المفاهيم الإسلامية([2]) من مثل دعاوى: الحلول والفناء والفيض والاتحاد، وأنه يسع الأولياء وشيوخ الصوفية الاستغناء عن الشريعة، وترك العمل بمقتضى الأوامر والنواهي، ومن مثل: ترك العمل، ولبس المرقَّعات، والخروج من المال، وترك الطعام والشراب والنكاح([3]) .
ب- الفلسفة: لم يكن العرب قبل الإسلام يميلون إلى التفلسف، وإنما كانت سمتهم هي الفصاحة والبلاغة، والفصاحة هي البيان والظهور والوضوح، والبلاغة في أصلها تعني الوصول إلى الهدف ([4]): أي أن تصل الفكرة التي يريدها المتكلم إلى السامع. ولا تصل الفكرة بغير وضوح وبيان. وهكذا نرى تكامل معاني الفصاحة والبلاغة، وحاجة كل منهما للأخرى. والفلسفة نقيض المصطلحين لما فيها من غموض ولبس. وجاء الإسلام موظِّفاً هذه السمة الفصاحة والبلاغة، ولم يحتج لغير أساليبهم في عرض المفاهيم العقدية والتشريعية. ومهما قيل: إن الفلسفة في الفكر الإسلامي كانت حاجة للدفاع عن الإسلام([5]) فإننا نرى فيها انحرافاً عن سمت العرب في التفكير والتعبير والاستدلال، وبعداً عن صفاء الفكرة الإسلامية عقيدة وشريعة، أو مجانبة لها. ويرى آخرون أن الفلاسفة باعتمادهم طرائق تفكير، وعناصر بحث ومفاهيم استدلال غريبة عن الإسلام، أوصلوا أبناء الأمة إلى  مفاهيم غامضة، بل يشوبها  الضلال والانحراف عن وحي الله وهدية المتمثل في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام([6]) ولا شك أن ذلك كلّه أثَّر على فهم التربويين المسلمين لحقيقة التربية الإسلامية.بل هناك من يرى" أن أبحاث الفلاسفة المسلمين أبحاث غير إسلامية، بل هي أبحاث فلسفية محضة، ولا علاقة للإسلام بها، ولا محلَّ للإسلام في بحثها، فلا تعتبر آراء إسلامية، وليست هي من الثقافة الإسلامية" ([7])    
     ج- علم الكلام:  إن الإسلام، عقيدةً وشريعةً، لا يعقل أن يُرسَلَ به محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة، ويحتاج الداعي إليه لآليات علم الكلام وأساليبه أو الجدل اللاهوتي، المعتمد على المنطق. والمسلمون الذين حملوا الرسالة وأقاموا الأدلة القاطعة على عقائدهم، لم يحتاجوا إلى علم المنطق بشيء. فسلوك الكلاميين لا يؤدي إلى الإيمان ولا إلى تقويته، ولا إلى قوة التفكير. والمتكلمون خرجوا على الواقع المحسوس وبحثوا في ذات الله وفي صفاته. وأفرطوا في قياس الغائب على المشاهد، أي قياس الله عز وجل على الإنسان، فأوجبوا على الله تعالى العدل، كما يتصوره الإنسان في الدنيا، وفاتهم أن المحسوس مدرك وأن ذات الله تعالى غير مدركة ([8]).
   ويرى أبو الحسن الندوي أن تخلف المسلمين مرتبط في شيوع علم الكلام وكذلك التأويل ([9]) ونرى مع الذين يرون أن ما بذله أصحاب الفرق الكلامية لم يأخذوا فيه بعين الاعتبار أو قل لم يفطنوا للمنهجية الإسلامية المعتمدة في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ففي مجال توحيد الله عز وجل نقرأ سورة الإخلاص﴿قُُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ ﴿ لََمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ [ الإخلاص: 112/1 ] ﴿ ولَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [ الأنبياء 21/22]. فانشغال المسلمين بعلم الكلام أدى إلى ظهور فرق كلامية تسببت في بناء عقلي معرفي غير إسلامي في شخصية المسلم. وبالتالي أعاقت تكوين المفاهيم الإسلامية الصرفة، وعلى الأخص في مجال تنشئة الصغار وتربيتهم، وكذلك انخرقت بجهود علماء المسلمين ليخترقوا إطار الدائرة الإسلامية فكرياً، وشغلتهم بمباحث كلامية عن الفكر الإسلامي الأصيل، وأنتجت فرقاً ومذاهب كلامية يشوبها التعصب ([10]) وانعكس ذلك كلّه على التربية الإسلامية مفهوماً وطرائق وأساليب.
وإلى هذه الاتجاهات يمكن أن نزيد أمرين آخرين ، ونكمل:

د- ضعف دور علماء الإسلام في بناء المفاهيم.
       إنّ دور العلماء في بناء الأمم والمحافظة عليها يشتد ويقوى ويصبح مُلحّاً، بل ضرورياً، ولا تستقيم أمور الأمم إلا به، عندما ينحسر الوعي بمنطلقات الأمة وأهدافها، ويختل تصور أبنائها لنظام الكون والحياة. ومما يستدعي دوراً فعّالاً للعلماء .
إضافة إلى ما تقدم عامّة، فعلى مستوى أمتنا الإسلامية، فهناك فقدان الكثير من القيم، واختلال تراتبها وأولوياتها، مما أدى إلى اضطراب البناء الأخلاقي القائم عليها .
      فمهمة علماء الإسلام ينبغي ألا تنحصر في الفتاوى وتبيان الحلال والحرام والحدود... بل يجب أن تتعدى إلى مواجهة المفاهيم الوافدة بناءً على عقيدة ثابتة، ومفاهيمَ واضحة بينة يشعر المسلم معها بهويته، ويَطمئن بها قلبه ويستقيم سلوكه .
فلا يخالجه شعورٌ بحاجته إلى أي أفكارٍ ومفاهيم وتصورات أخرى غير إسلامية  ([11]).
لذلك نرى اليوم أصحاب السلطات، يسعون جاهدين لإبعاد العلماء عن مواقع القرار والتأثير، بل يجهدون في إقصائهم عن الناس وتجمعاتهم، في أفراحهم وأحزانهم. وغالباً يسعون إلى تشويه صورة العلماء وسمعتهم، ويحتكرون المنابر الإعلامية، ويوجهون سهامهم إلى أعلام الأمة وعلمائها.مما أدى إلى ضعف تأثيرهم في نفوس المسلمين خاصة، والناس عامة، ونتيجة لذلك اضطرب فهم الناس، ولا سيما المسلمين، للمفاهيم  الإسلامية اضطراباً عظيماً، وابتعدوا عن فهم حقيقة الإسلام ببعدهم عن أفكاره وأحكامه([12]).



هـ- الكيد للغة العربية ، واختزال دورها.
غني عن الذكر أن للغة عامة دوراً أساسياً في بناء أي مجتمع أو أمة . لكنَّ للعربية دوراً لا يمكن فصله عن الإسلام فهي وعاء الإسلام عامة، وقد حفظها الله تعالى بحفظه كتابه. إلا أن أعداءها - ومن أهلها في بعض المناطق - يكيدون لها ويعادون حضورها في المناهج التربوية للمواد العلمية، ويشوهون صورتها في المناهج التربوية الخاصة بتعليمها، ويفسحون في المجال للغات الأجنبية لتحتل المكانة الأولى على ألسنة المتعلمين وفي تواصلهم العلمي خاصة والثقافي عامة.
وهكذا بتنا نرى حملة الشهادات العالية لا يتقنون العربية، ومنهم من يتصدر للدعوة بل للإفتاء.  وإني لأجزم أن الضعف في العربية يورث ضعفاً في وضوح المفاهيم. لذلك كان من شروط المجتهد أن يكون عالماً بالعربية([13]).
فإذا كان هذا التشوه قد أصاب مفهوم التربية منذ تلك المراحل المبكرة، أي مع بدايات التفلسف والتصوف والتكلم، فماذا عسانا نقول اليوم والأمة مهزومة ولا مرجعية سياسية لها، بل تحارب كل محاولة، ويستعدى كل جهد يبذل في سبيل إعادة الحكم الإسلامي. ومع سيطرة الغرب وبلوغه شأواً عظيماً في مجالات العلوم التجريبية التطبيقية، انبهر الناس في الشرق ودخلوا  جحر الضَّبِّ الغربي.
   والتربية كما قلنا سابقاً علم يجمعه أصحاب كل فن أو علم إلى فنونهم  وعلومهم، فأصحاب النظريات أو الفلسفات السياسية، يتخذون التربية سلّماً بعد أن يلبسوها لبوسهم. وكذلك أصحاب علم الاجتماع أو علم النفس أو علم الاقتصاد ... فيطبع أصحاب كل مدرسة أو اتجاه، التربية بطابع خاص، حتى ضاعت معالمها الأصلية. فتراها تتورم في جانب ويصيبها الهزال في جانب آخر.إذاً ونحن نبحث عن مفهوم التربية لا بد من أن نوجه عنايتنا وأنظارنا إلى هذه الإتجاهات كلّها.

المبحث الثاني: مفهوم التربية الإسلامية:
  وسنعرض الآن أهم ما وقعنا عليه من تعريفات للتربية الإسلامية في كتابات تربويين مسلمين، معاصرين، وسابقين. إذ إننا لم نقع على تعريف للتربية الإسلامية في كتابات السلف من الفقهاء والمحدثين، لكننا نقع على ممارسات عملية، وسير ذاتية،  ومفاهيم جامعة لأصول التربية وأهدافها ووسائلها، وهذا  يدل على مدى ارتباط التربية بالحياة الإسلامية، وبممارسات العلماء اليومية، وعلى تماهي التربية في مفاهيم الإسلام العامة. وسنقف على مفهوم التربية المتحصِّل لدى بعض أعلام المسلمين المتأخرين مشيرين إلى أننا وقعنا على منهجين أساسين أو قل: على اتجاهين.
الاتجاه الأول: وهوالاتجاه الذي حافظ على نقاء مفهوم التربية الإسلاميّة، ووضوح أهدافها، وسلامة وسائلها، قبل أن تتنوع الثقافات وتتعدد المشارب وتُفتحَ الأبوابُ لأفكار وأساليب ومناهج وطرق قد تكون دخيلة على الإسلام([14])
وهذا الاتجاه لم يقف عند حد زمني معين، كالقرن الثاني الهجري مثلاً، وليس خاصاً بالسلف، بل هو لم ينته وما زال مستمراً إلى يومنا الحاضر. فهذا ابن جماعة([15]) عاش بعد عصر الإمام الغزالي، في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري، ولا تعثر في إرثه التربوي وخاصة في كتابه: ( تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ) على أي شيء من علم المنطق أو مناهج الفلاسفة. فقد تناول القضايا التربوية بفكر فقهي، من غير أن يهمل شيئاً من مبادئ التربية ومفاهيمها من مثل : التدرج في طرح العلم ، والتوازن بين الثواب والعقاب، ومراعاة الفروق الفردية، وأخذ راحة المتعلم بعين الاعتبار ([16])
 وهذا ابن خلدون([17])  [ 732 هـ - 808 ] رغم تمكنه من مناهج الفلاسفة وتقديره لدور العقل وقدراته، فإنه لم يرضَ أن نُعمل العقل إلا في مجال المحسوسات، وفي الأمور الدنيوية المنظورة والمرئية . أما الأمور الأخروية غير المحسوسة والتي لا تعرف إلا بآثارها، لأن العقل لا يبلغ فيها بذاته مرتبة اليقين، ويبقى في حدود الظن والترجيح. وحيث إن الشرع يتطلب درجة أعلى تصل إلى اليقين، والعقائد لا يرقى بها الظن إلى مرتبتها اليقينية، لذلك نراه أعطى للشرع القيمة الفضلى واستمسك به، وأعمل العقل كما يأمر الشرع في مجالاته([18])  وهذا لا ينفي تفرد ابن خلدون في النظرة إلى العلم وربطه بالعمران والمعاش، كما لا يتناقض مع الشرع بل ينساب معه ويستجيب لأوامره.
الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي عمد إلى أفكارٍ ومفاهيمَ ومناهجَ ووسائطَ غيرِ إسلامية، استعارها من الفلسفة، واعتمد فيها على المنطق، وأساليب الكلاميين، وطرائق الصوفيين.
ولقد بينا أن ذلك أحدث خللاً في مفهوم التربية الإسلامية . وهذا الاتجاه لم ينكفئ وما زال مستمراً حتى يومنا هذا، بل بتنا نرى اليوم تخلياً عن المفاهيم الاسلامية في التربية
وإمساكاً بمفاهيم غربية معادية جهاراً .
وإن كان أصحاب هذا الاتجاه سابقاً من مثل: إخوان الصفا([19])، وابن رشد([20]) وابن مسكويه، حاولوا جاهدين التوفيق بين الفلسفة والشريعة . ولكن جهدهم هذا غير إسلامي والشريعة ليست بحاجة إليه([21]) وإن كان موقفهم صادراً عن عاطفة اسلامية صادقة، لكن أصحاب هذا الاتجاه اليوم تأثروا بكل معطيات الحضارة الغربية، وعلى رأسها التربية . وهم يرون فيها - أي التربية الغربية- الحلول الناجعة لكل مشكلات أمتنا بل يحقدون على التربويين المسلمين الذين يريدون إعطاء المفاهيم التربوية بعداً إسلامياً، أو يبحثون عن حلول في مصادر ديننا الحنيف([22]).
    وسأختار بعضاً من التعريفات التي وقعت عليها معرضاً عن الكثير منها، إما للتشابه بينها وبين ما اخترته، وإما لأن بعض هذه التعريفات صدرت عن مسلم ولكنه لا يعبر فيها عن المفهوم الاسلامي للتربية وهؤلاء من مثل ابن مسكوية [ ... ، 421 ] وابن رشد [1126م-1198م ]، قديماً وساطع الحصري [1881 م - 1968 م ] وإسماعيل قباني[ 1898 م - 1963 م ] من المعاصرين وهذان الأخيران تتملكهما نزعة القومية العربية، ولوثة التغريب .


    مفهوم التربية الإسلامية عند الإمام الغزالي : [ 450 - 505 ]
 يرى الغزالي أنّ التربية عملية تهيئة وتنمية وزيادة ، وهي عنده تشبه عمل الفلاح الذي يقطع الشوك ويُخرج النباتات الأجنبية الضارة من بين الزرع ليحسن نباته ويكمل ريعه([23]).
      والملاحظ أن رؤية أبي حامد هذه قائمة على أن النفس الانسانية مفطورة على الفجور وعلى التقوى، ولا بد من صراع بين التزكية والتدسية، فالمربِّي يساعد المربَّى على التخلص من عوامل الفجور عن طريق التزكية. ويتضمن كلامه اشارات إلى أصول تربوية من مثل: الرعاية، وطول المصاحبة، والحماية، والنماء الكلي للانسان، والإِصلاح ...الخ. ونلاحظ أيضاً غياب المفردات الإسلامية المباشرة، وذلك- عندي- لأن حياته ومفاهيمه إسلامية، فلا ضرورة- عنده- لتأكيد هوية التربية بالإسلام ومفاهيمه، إذ لا تراه يتصورها خارج إطارها الإسلامي.
مفهوم التربية الإسلامية عند ابن خلدون
-       أما ابن خلدون [ 732 - 808 ] ونظراً لاهتمامه بالاجتماع والعمران نراه يركز على الجانب الاجتماعي للتربية. فيرى" أنها عملية تنشئة اجتماعية للفرد لتعويده بعض العادات والقيم والاتجاهات السائدة في المجتمع واكتساب المعلومات وتزويده بالمعارف الموجودة في المجتمع ([24]).
والمدقق في كلام ابن خلدون يرى النزعة الاجتماعية بارزة، لكن من غير أن يجانب اللوازم التربوية الأخرى، في المفاهيم أولاً في الممارسة العملية. فكلمة " تنشئة " تشير إلى ثلاثة أمور معاً هي: المربِّي، أو المنشِّئ والمربَّى أو المنشَّأ، والوسائط والأساليب والمفاهيم التي تُعتمد في عملية التنشئة تلك. وقوله " للفرد " لا يعني بأي شكل إهماله الجهد الذي يجب على التربية أن تتوجه به للجماعة. ويؤكد ذلك ذكره كلمة مجتمع مرتين في تعريفه، فهو ربط الفرد بالمجتمع بأهم مظاهر الحياة الاجتماعية " العادات - القيم - الاتجاهات) و (المعلومات والمعارف). وتراه في فصول أخرى ربط العلوم بالصناعات وأسباب المعاش ([25]) ويمكن أن نلمح البعد الاسلامي التربوي في ربطه التربية بالقيم من جهة وبالمعارف والمعلومات من جهة أخرى، حيث أكّد سيادتها في المجتمع . فلا يعقل أن تسود المجتمعَ الاسلاميَ السليمَ المعافى قيمٌ ومعارف وعلومٌ غير إسلامية. ونرى أيضاً أن ابن خلدون لم يؤكد إسلامية التربية بألفاظ صريحة.  وكذلك لم يؤكد إسلامية القيم والمعارف، ذلك أن مفاهيمه التربوية تدور في فلك شخصيته المترامية الأبعاد الموغلة في الثقافة الإسلامية، الضاربة في أصولها. كيف لا وهو الذي تلقى القرآن عن أبيه ولم يبلغ العاشرة بعد، وأخذ الفقه والحديث من مصادرهما، وكان ابن خلدون يرى أن تعليم الوِلدان القرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الايمان وعقائده. وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يُحَصَّلُ بعده من الملكات. وهو يرى أن أهل الأندلس قصَّروا في سائر العلوم لبعدهم عن مدارسة القرآن الكريم والحديث الشريف، فهما أصل العلوم وأساسها ([26]) .
مفهوم التربية الإسلاميّة عند تربويين مسلمين معاصرين :
-       أما من المحدثين فيعرفها أحمد فاضل جمال بأنها : " عملية التناول الواعي للانسان وللجماعة، لتنشئتها على الإسلام، عقيدة وعبادة وسلوكاً وروحاً، تنشئة علمية وعملية، فكرية وسلوكية، تنشئة تتمثل في كل معطيات الإسلام ومتغيرات العصر ومتطلباته واجتهاداته"([27]).
ويعرفها التربوي، محمد منير سعد الدين بأنها: " مجموعة من المفاهيم المترابطة فيما بينها في إطار فكري واحد، مستندة في مبادئها وقيمها إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويتربى الإنسان من خلالها تربية متكاملة متوازنة ، روحاً وجسداً وعقلاً ونفساً بحيث تنسجم أقواله مع أفعاله" ([28])
ويصل الباحث التربوي عبد القادر رمزي إلى بسط تعريف للتربية الإسلامية محاولاً تأصيل كل ما يتصل بها، بعد أن بين مفاهيم الإيمان والإسلام والحياة والثقافة، فقد عرفها بأنها: "المنظومة المتكاملة من المفاهيم والممارسات والنشاطات الاسلامية، التي يتبناها المسلمون ويقومون بها وفق الاسلام، في تربية الأفرد والجماعات، ليعتنقوا الإيمان الاسلامي، ويمارسوه، وليتبنوا طريقة الحياة الإسلامية ، وليعدوا أنفسهم لحمل رسالة الإسلام." ([29])
  ويرى أمين أبو لاوي، أنها:" إحداث تغير في سلوك الفرد في الاتجاه المرغوب فيه من وجه نظر الإسلام."([30])
ويرى باحث آخر: " أن التربية الاسلامية هي عملية تقويم وتوجيه لسلوك الانسان. هدفه تطبيق المنهج الالهي، بالاستعانة بالوسائل والطرق التي حددها المنهج نفسه. وعلى هذا فالتربية الاسلامية تقويم وتوجيه، وليست عملية تغيير، ذلك أن من مقررات المنهج الإسلامي: أن كل مولود يولد على الفطرة، وواضع المنهج هو العليم بهذه الفطرة - سبحانه وتعالى - وليس من مهمة المنهاج مصادمة الفطرة، بل الأخذ بيدها لسلوك الطريق السوي،حينما تعترضها العوائق التي قد تحرفها عن سلوك ذلك الطريق. والتوجيه والتقويم يكلفان جهداً أقل بكثير من الجهد الذي يبذل في عملية التغيير ([31])
    والملاحظ في هذه التعريفات كلّها أنها متقاربة، وسعى أصحابها إلى ابراز الهُوية الإسلامية فيها. والحقيقة أننا نستطيع أن نفهم منها بشكل عام :
1- إصرارهم على المرجعية الإسلامية، وذلك باختيار مفردات مثل: العقيدة، والعبادة، أو بتحديد مصادر هذه المرجعية بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة.    
2- تأكيد النظرة الإسلامية التكاملية لإنسانية الإنسان بإبرازهم مفردات مثل: متكاملة ، متوازنة، روحاً وجسداً وعقلاً .
3- إبراز علاقة التربية الإسلامية بحياة المسلم فرداً ومجتمعاً، وإبراز أنها دائمة دوام حياة الفرد والمجتمع.
  ولكنْ هناك نقاطٌ يركز عليها الواحد منهم أكثر من الآخر من مثل:
أ‌-     أكد صاحب التعريف الأول ، أحمد فاضل جمال ، وصاحب التعريف الثالث عبد القادر رمزي، أن التربية جماعية إلى جانب كونها فردية، بينما لم يصرح صاحبا التعريفين الثاني والرابع بذلك.
ب‌- لفت التربوي محمد منير سعد الدين إلى مسألة غاية في الأهمية وتشير إلى سلامة الشخصية الإسلامية، وهي ضرورة انسجام الأقوال مع الأفعال.
ج- أشار رمزي صاحب التعريف الثالث إلى مسألة إعداد الأنفس لحمل رسالة الإسلام.
 وهو عندما يقول:" ليتبنوا طريقة الحياة الإسلامية وليعدوا أنفسهم ..." ينطلق من الفهم الجماعي لدور التربية، وأن الرسالة هذه تحتاج إلى جهود الجماعة، ويصعب أن يقوم بها فرد. ويشير كلامه أيضاً إلى إلزامية التربية في حياة المسلم فرداً وحياة المسلمين  جماعة حيث قال : (يتبناها المسلمون) (وليتبنوا طريقة الحياة ... ).
د- لم يلتفت أحد منهم في تعريفه إلى الحياة الآخرة في مهمة التربية.
ﻫ- لفت الشامي إلى أن مهمة التربية هي الأخذ بيد الفطرة، وإلى الفارق بين التقويم والتغيير في العملية التربوية.
مفهوم التربية الإسلاميّة عند الباحث :
وبعد أن وقفت على كثير من الدراسات التربوية وناقشت مشكلة تشوه مفهوم التربية الإسلامية عند الكثيرين، وعرضت تعريفات عدة للتربية الإسلامية، تراثية ومعاصرة، فقد سعيت لأصل إلى تعريف خاص بي لمفهوم التربية الإسلامية. وبين يدي  تعريف التربية الذي توصلنا إليه لا بد أن أذكر المنهج الذي اعتمدته وسرت به وفق هذه الخطوات:
1-    العودة إلى المعاجم.
2-    الاستنارة بمنهج علماء فقه اللغة .
3- رصد ورود الجذور الثلاثة ( ر- ب - ي ) و ( ر - ب - ب ) و ( ر- ب- و ) لكلمة تربية في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
4-ملاحظة المفردات أو المصطلحات التي حفل بها تراثنا الفكري الإسلامي، والتي استخدمت في سياقات دلالية تربوية مثل : ( يرعى) و ( ينشّئ ) و ( يصلح ) و( يقوِّم) و( يُعِدُّ ) . وملاحظة تلك التي جاءت في سياق التعبير عن النشاطات التربوية من مثل: (بَحَثَ) و( أدام النظرَ ) و( تَلْمَذَ ) و( فَقِهَ ) و( تَعلَّم ) و( خَبِرَ ) و( حَذِقَ ) . وكذلك المفردات التي استخدمت للدلالة على غاية التربية من مثل:(مكارم الأخلاق)و(التقوى)
و( شُعب الإيمان ) و( البر ) و( الإحسان ) و( صالح الأعمال ).  
5- ولأن التربية موجهة للإنسان فقد عدنا إلى مفهوم الإنسان في الإسلام ([32]).
6- ولأننا نؤمن أن الإنسان يحيا في الدنيا والآخرة ،كان لا بد من الوقوف على مفهوم كل منهما في الإسلام([33]).
7- ولا يمكن أن يكون وجود الإنسان عبثاً، فلا بد من غاية لوجوده  لذلك عمدنا إلى تحديد الغاية الأساسية من وجود الإنسان وفق ما حدده القرآن الكريم والسنة الشريفة.
 8- وكان لا بد من الوقوف على الأسس والمنطلقات التي سنعتمد عليها في محاولة تحديدنا مفهوم التربية الإسلامية، وأن مصادر هذه الأسس والمنطلقات هي :
أ‌-     القرآن الكريم.
ب‌-السنة الشريفة.
ج- حياة الصحابة .
د- الاجتهاد والمصادر التشريعية الأخرى.
هـ- الإرث التربوي لعلماء الأمة، المنسجم مع هذه المصادر.
9- استعراض مفهوم التربية الإسلامية لدى الباحثين التربويين المسلمين المعاصرين. والوقوف على تعريفاتهم لها. ومقارنتها ومحاولة استخلاص أهم لوازم التربية في المفهوم والأداء .
10- الوقوف على مكونات مفهوم القيمة التي توصلنا إليه ومقارنته بمقومات التربية  الإسلامية. فالتربية الإسلامية  تهدف إلى أن يعلي المسلم شأن القيم ويلتزمها . إذاً نحن نتخذ التربية وأساليبها وسيلة لنستمسك بالقيم. والقيم الإسلامية هي التي توجه التربية لتصوغ أهدافها في ضوئها .
11- اقتراح تعريف من قبلنا وعرض المفاهيم المتضمنة في التعريفات الأخرى للتربية الإسلامية، على تعريفنا، للتدقيق والتأكد من أنه يستوعبها.
وأستطيع بعد ذلك أن أبسط تعريف التربية الإسلامية ببساطة فأقول:" إنها إعداد الانسان لسعادة الدارين بناءً على آخر رسالات الإسلام، والموحى بها إلى محمد عليه الصلاة والسلام. وهذا يعني أنّ المقصود بالإنسان، هو الإنسان وفق التصور الإسلامي وقد بينا ذلك، وبينا أيضاً مفهومي الحياة الدنيا والحياة الآخرة وارتباطهما ببعض، إذ الحياة الدنيا مزرعة الآخرة ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص:28/77]. وكما يعني مفهوم الإعداد للحياة الدنيا جميع متطلبات الحياة العلمية والفكرية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية ... الخ.وقلنا إعداد (الإنسان) ولم نقل ( المسلم) لأسباب منها :
1-              أنّ الرسالة الإسلامية الخاتمة بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة
﴿وما أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [ الأنبياء:21/107] وهذا يتفق مع مدلول( اﻠ ) التي هي هنا لاستغراق الجنس وليست للتعريف.
2-              لأننا نريد أن نشير إلى دور، بل واجب الدولة الاسلامية في رعاية المواطن غير المسلم من أتباع الرسالات الأخرى كالمسيحية واليهودية، وتربيته. خصوصاً أنّ نظام التعليم في دولة الإسلام _ مكننا الله تعالى من إقامتها_ مرتبط بمنهاج واحد، تعدّه الدولة ولا تسمح بغيره، كما أنّ تعليم الإنسان ما يلزمه في معترك الحياة، فرض، وعلى الدولة أن توفره مجاناً لكل فرد في التعليم الأساسي والثانوي([34])
3-              أنّ المسلم يقع تحت مفهوم الإنسان، فإنّ قولنا: الإنسان يشمل المسلم وغير المسلم. بينما لا تشمل كلمة مسلم كل إنسان. وبما أننا نتحدث عن التربية الإسلامية فإنّ هذا الإعداد لا بد أن يكون محكوماً ﺒ:
- مرجعية التربية الاسلامية ومصادرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما يتصل بهما من علوم ومصادر أخرى كالاجتهاد وحياة الصحابة.
 - ولا بد أن يكون هذا الإعداد مبنياً على أركان الإيمان وأركان الإسلام والأحكام الشرعية المعروفة. ولا بد أن تكون وسائله شرعية.
وكما أن هذا الإعداد لا بد أن يكون إسلامياً، فلابد لأهدافه من أن تكون إسلامية ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [ الذاريات: 51 / 56 ] فالسعادة  في الدنيا هي في طاعة الله في كل أمر، والسعي لتحكيم شرع الله في كل جوانب حياتنا، مع نفي الحرج والتسليم المطلق.
 ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ [ النساء : 4/65 ]
والسعادة في الآخرة هي :أولاً أن يُزَحزحَ العبدُ عن النار.ثانياً أن يفوز بدخول الجنة﴿فمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [ آل عمران: 3/ 185 ] ثم أن يَطمعَ بنيل رضوان الله تعالى ثالثاً.
﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 9/72 ] فالفوز الأول الزحزحة عن النار ودخوله الجنة . والفوز الثاني- وهو العظيم- أن يكسب رضوان الله عز وجل. والإعداد للحياة الآخرة يكون بمعرفة أحوالها من نعيم في الجنة وشقاء في النار. وإننا لنرى اليوم أن من مشكلاتنا التربوية هي تدني مستوى المعرفة عند المسلمين بأحوال أهل النار، وما أعد الله عز وجل لهم- نعوذ به منها- وكذلك بأحوال أهل الجنة- جعلنا الله تعالى منهم. وإنني أدعو المربين والمربيات للعودة إلى التربية بتبيان تلك الأحوال. لتصبح وكأنها مشاهدة. فكثير من الصحابة الكرام تحدثوا عن روائح الجنة، وإن حال بعضهم بلغ حد المشاهدة وكأنه ينظر إلى أهل الجنة في الجنة وإلى أهل النار في النار.
    وقلنا الإنسان ولم نقل الناشئ أو الطفل، لأن واقع الحال أن الإنسان دالة متغيرة، يحتاج إلى التربية ما دام حياً، هذا من جهة،ومن جهة أخرى، فإننا نشهد دخول أشخاص في الإسلام وهم في ريعان الشباب ، أو متقدمون في السن. فهل نطلب منهم أن يعودا صغاراً ليكونوا هدفاً للتربية الإسلامية ؟! كما أن أكثر مجتمع الصحابة رضي الله عنهم دخلوا الإسلام كباراً .
    وغنيٌّ عن الذكر أن إعداد الإنسان يعني أساساً إعداده لتكون شخصيته إسلامية، إذ إن أهم غايات التربية الإسلامية، هي إيجاد الشخصية الإسلامية المتوازنة([35]). بحيث تعنى التربية بجميع المكونات الإنسانية لهذه الشخصية، عنيت العقلية والنفسية، وأما الجسد فهو وعاء لهما ولا دخل لشكله أو هندامه بتكوين تلك الشخصية، وهذا لا يعني مطلقاً أن تتخلَّى التربية الإسلامية عن دورها تجاه الجسد  ومتطلبات صحته. والإسلام عالج بالعقيدة أفكار المسلم حتى تتكون عقليته على هذه العقيدة. وعالج أعماله الصادرة عن حاجاته العضوية وغرائزه بالأحكام الشرعية. بحيث تنظم الغرائز ولا تكبتها، وتنسقها ولا تطلقها، وتهيئ له إشباع جميع جوعاته إشباعاً متناسقاً، يؤدي إلى الطمأنينة والاستقرار، وعندما يجعل المسلم الإسلام مقياساً لجميع إشباعاته عملياً وواقعياً تتحصل له النفسية الإسلامية. فيجمع حينئذ بين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، ويصير قادراً على قياس كل فكر ، ويجعل الإسلام أساساً  لتفكيرة وميوله([36]) وعندئذ يمكننا أن نحكم على شخصيته بأنها شخصية إسلامية .


([1]) رمزي، عبد القادر هاشم؛ مفهوم التربية الإسلامية عند التربويين المسلمين في الوقت الحاضر:ص:6 وص: 43 وما بعدها.
([2]) العقل ، ناصر بن عبد الكريم ؛ مسيرة لركب الشياطين ، النشأة والأسباب: ص: 76 وما بعدها.
([3]) ابن الجوزي، جمال الدين؛ تلبيس إِبليس: ص:200 وما بعدها.
([4]) محمد بن مكرم، ابن منطور؛ لسان العرب مادة : (ف- ص- ح):ج2/ص:544 ومادة: ( ب- ل-غ) ج8/ص:419.
([5]) أمين، أحمد؛ ظهر الاسلام:ج2/ص:50.
([6]) يوسف، محمد موسى؛ ابن تيمية: ص:150.
([7]) النبهاني، تقي الدين؛ الشخصية الاسلامية:ج1/ص:124.
([8]) النبهاني، تقي الدين؛ الشخصية الاسلامية:ج1/ص:45.
([9]) الندوي، الحسني، علي، أبو الحسن؛ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: ص:274 .
([10]) رمزي، عبد القادر هاشم؛ مفهوم التربية الإسلامية عند التربويين المسلمين في الوقت  الحاضر:ص:6 وص: 43 وما بعدها.
([11]) العمري، أكرم ضياء؛ قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي، كتاب الأمة عدد39:ص:145.
([12]) النبهاني، تقي الدين؛ النظام الإجتماعي في الإسلام:ص:7.
([13]) راجع في هذا الشان، الشوكاني محمد بن علي؛ إرشاد الفحول في تحقيق الحق من علم الأصول: ص:15.والعمري، ناديا شريف؛ الاجتهاد في الإسلام. أصوله، أحكامه، آفاقه: ص: 83 ومابعدها.
([14]) سعد الدين، محمد منير؛ دراسات في تاريخ التربية عند المسلمين: ص:11.
([15]) هو ابراهيم بن عبد الرحيم بن محمد الكناني، برهان الدين أبو اسحاق[ ...، 773 ]. حموي  الأصل شافعي المذهب ، مفسر وخطيب ومن كبار مشيخة عصره. نشأ في الشام ، وسكن القدس. ولي القضاء في مصر ثم في الشام.( عن الزركلي، خير الدين؛ الاعلام ج1/ ص: 46 ).
([16]) شمس الدين ، عبد الأمير؛ المذهب التربوي عند ابن جماعة : ص: 46.
([17]) هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون أبو زيد ( 732هـ - 808هـ )، هو الفيلسوف المؤرخ العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيليه ومولده ومنشؤه بتونس. رحل إلى فاس  وغرناطة والأندلس، وتوجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق وولي فيها قضاء المالكية. توفي فجاة في القاهرة. اشتهر بكتابه: العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر والذي أولّه المقدمة التي تعدّ من أصول علم الاجتماع. وله من الكتب: شرح البردة، وكتاب في الحساب، ورسالة في المنطق، وشفاء السائل لتهذيب المسائل. عن الإعلام للزركلي، خير الدين؛ ج3/ ص:330.
([18]) شمس الدين، عبد الأمير؛ الفكر التربوي عند ابن خلدون وابن الأرزق:ص:71.
([19]) إخوان الصفا هي جماعة سياسة دينية، ظهرت في النصف الثاني من القرن الهجري. وكانت ذات نزعة شيعية متطرفة، اتخذت مدينة البصرة مقراً لها واعتمدت هذه الجماعة على الحكمة اليونانية والفارسية والهندية. وغاية مقاصدها سعادة نفوس أتباعها سعادة خالدة. وذلك بتضافرهم فيما بينهم. اهتمت هذه الجماعة بالعلوم التي تطهر النفس. ولها في ذلك اثنتان وخمسون رسالة تعرف برسائل إخوان الصفا. محورها فيض العالم عن وحدة الله تعالى بالتدّرج: عقلٌ فنفسٌ ثم مادةٌ أولى وبعدها علم الطبائع فالأجسام فالأخلاق ....الخ( عن الشبكة الإلكترونية: www.google.com).
([20]) ابن رشد هوأبو الوليد، محمد بن أحمد بن رشد، [1126م- 1198م] ولد في قرطبة، وتوفي في مراكش. ينتمي إلى أعرق الأسر الأندلسية، وأبعدها شأواً في الفقه والقضاء ،برع في الكلام والطب والشعر والرياضيات  والفلك والفلسفة، عيَّنه خليفة الموحدين عام 1182 طبيباً خاصاً له ، ثم قاضياً في قرطبة. حاول التوفيق بين الشريعة والفلسفة في كتابه( فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال)وله في الطب كتاب ( الكليات).أمر الخليفة "أبو يوسف المنصور" باحراق كتبه، وأُبعد الى مدينة صغيرة، شمال شرق قرطبا مع عدد من المنشغلين بالفلسفة.( نقلاً عن تاريخ الفلسفة الاسلامية ل:فخري، ماجد؛ ترجمة كمال اليازجي/ ص:371 وما بعدها. بتصرف)
 ([21]) رمزي، عبد القادر هاشم ؛ مفهوم التربية الاسلامية عند التربويين في الوقت الحاضر : ص:52.
([22]) الغضبان، منير محمد ؛ من معين التربية الاسلامية:ص:10.
([23]) الغزالي، أبو حامد، أيها الولد : ص:10. 
([24]) ابن خلدون، عبد الرحمن؛ المقدمة:ص:533.
([25]) راجع، شمس الدين؛ عبد الأمير، الفكر التربوي عند ابن خلدون، مبحث موقع العلم والتعليم من العمران البشري عند ابن خلدون: ص:62 وما بعدها.
([26]) راجع، ابن خلدون، عبد الرحمن؛ المقدمة، في تعليم الوِلدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه :ص: 538 وما بعدها.
([27]) جمال، أحمد فاضل؛ نحو تربية إسلامية :ص:14.
([28]) سعد الدين، محمد منير؛ دراسات في تاريخ التربية الإسلامية:ص:12.
([29]) رمزي، عبد القادر هاشم؛ مفهوم التربية الإسلامية عند التربويين المسلمين في الوقت  الحاضر:  ص:233
([30]) أبو لاوي ، أمين؛ أصول التربية الإسلامية :ص:18
([31]) الشامي، صالح أحمد؛ التربية الجمالية في الإسلام:ص:12. 
([32]) راجع مبحث مفهوم الإنسان في الإسلام في هذه الرسالة:ص:13.
([33]) راجع مبحث مفهوم الحياة الدنيا والحياة الآخرة في هذه الرسالة:ص:19.
([34]) راجع، أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة، من منشورات حزب التحرير:ص:12.
([35]) المادة 167 من مشروع دستور للدولة الإسلامية لحزب التحرير.
([36]) النبهاني، تقي الدين؛ الشخصية الإسلامية: ج1/ص:15 وما بعدها.

No comments:

Post a Comment